رواية رهيبة جديدة الفصول من الرابع عشر للتاسع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
..
فى فيلا راشد سليمان .....
كان يوسف نائما على الاريكة بغرفة نومه الواسعة متكئا بظهره على مسند الأريكة و مادا قدميه على المنضدة الصغيرة الموجودة أمام الأريكة مشبكا كفيه خلف رقبته شاردا بعينيه فى اللاشيئ يفكر بتلك الصغيرة التى اصبحت تؤرق نومه و شغلت حيز كبير من تفكيره فتارة يبتسم عندما يتذكر ملامحها الطفولية و ابتسامتها المشرقة و تارة يعبس عندما يتذكر أصلها و مكان سكنها ذلك المكان الذى يعف لسانه حتى عن نطق اسمه..
أخذ ينهر نفسه لكونه يفكر بها من الأساس فلم يسبق لأى فتاة من قبل أن شغلت تفكيره أو حتى لفتت انتباهه فما باله بهذه الفتاة التى لا يعلم لها أصل فربما كانت تعمل فتاة ليل بذلك المكان البذيئ او ربما كان لها سابق تعامل مع عشرات الرجال قبله فكل الاحتمالات قائمة لديه و لكن و رغم كل ما جال بخاطره من أفكار سيئة تجاهها إلا أنه لم يستطع أن يمحى صورتها من مخيلته نهض من مجلسه و اتجه الى المرآة الكبيرة المثبتة على أحد حوائط الغرفة بطول الجدار و وقف أمامها متمعنا النظر فى انعكاس صورته بها و أخذ يحدث صورته قائلا ايه يا يوسف! ... طلعها من دماغك بقى مش دى يا يوسف اللى تفكر فيها او ممكن فى يوم من الايام تحبها او تشيل إسمك فوق فوق و بطل تفكر فيها بقى.. ثم تنهد بقلة حيلة و أخذ يمسح وجهه و رأسه بكفيه عله يفيق ثم دخل الحمام الملحق بغرفته و توضأ و صلى و بعد أن أنهى صلاته أخذ يتضرع الى الله أن يكتب له الخير أينما وجد و أن يصرفها عنه إن كانت فيها شړ له ثم بعد ذلك تدثر جيدا و غط فى نوم لم تخلو أحلامه منها فتارة يراها تحاول أن ټخنقه بيديها و الشرر يتطاير من عينيها و تارة يراها تستعين به و تمد له يديها لكى يأخذها اليه و استمر نومه على هذا المنوال الى أن قام لصلاة الفجر و هو متخبط لا يعلم اهى خير أم شړ.
مساء فى المقهى العربى بلندن .....
بالفعل قامت ديما بالاتصال بيحيى و طلبت منه الحضور الى المقهى لاصلاح جهاز الضغط فوافق يحيى على أن يحضر فى المساء لأنه ليس لديه وقت كاف للحضور نهارا ففرحت ديما بقدومه و قررت أن تصلح من حالها فهىاقتنعت بأن ملابسها لا تليق بفتاة محجبة كما لفت انتباهها يحيى لذلك من قبل.
مساء فى المقهى .....
كانت تجلس على الطاولة الخاصة بها تفكر ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يرى مظهرها الجديد هل سيهتم و يفرح ام أنه لن بنتبه لها من الاساس و فى خضم شرودها به وجدته أمامها ينظر لها بإعجاب شديد و البسمة تشق وجهه الوسيم فجعلته بدا أكثر وسامة فبادلته الاخرى بنظرة هائمة استفاقت منها على صوته صباح الخير ديما... ايه اللوك الجميل دا ما شاء الله قمر.
نظر الاخر لها بهيام و قال لها بنبرة رقيقة تتناسب مع حالتهما طبعا حلو كدا بقيتى أحلى بكتيير
احمر وجهها من غزله الصريح بينما الاخر لم ينتبه الى حالته و كلامه الا بعد ان انهى عبارته فأحس بالحرج و حمحم قائلا مغيرا مجرى الحديث احم... هنفضل واقفين كدا!
ردت احم... ايه طبعا اتفضل
جلسا الاثنان قبالة بعضهما فخطڤ نظره مظهرها الجديد بذلك الفستان الفضفاض الطويل الذى لا يظهر جسدها و ذلك الحجاب الذى يغطى شعرها و رقبتها بالكامل حتى وجهها خالى من مساحيق التجميل الا من القليل على عكس ما رآها سابقا حقا كانت كحورية جالسة أمامه أدار دفة الحديث و هو ېختلس النظرات لها بين الحين و الآخر كان متعجبا من نفسه فكيف اختطفت انظاره لها هكذا حتى إنه تلعثم فى الحديث أكثر من مرة حتى استعاد ثباته و قال..
شعرت بحرج شديد فيبدو أن حجتها للقائه كانت حجة واهية و ربما أحس منها أنها اتخذت ذلك الامر كحجة لملاقاته فردت لكى تحفظ ماء وجهها أنا آسفة كتير يحيى كنت مفكرة انه هداك الشى من اختصاصك فقولت فرصة انت تصلحة خاصة زى ما بتعرف انا ما بعرف حدا هون و لا حتى الاماكن.. سكتت قليلا ثم قالت و الله ما بعرف اكتر من طريق الجامعة و الكافيه و البيت تبع البابا.
فطن حرجها كما فطن ارتباكها ف الحديث فأراد أن يخفف عنها قائلا عادى يا ديما انا لو مكانك هعمل كدا بردو و