الأربعاء 25 ديسمبر 2024

سافرت في مهمة لمدة ثلاثة أيام..

موقع أيام نيوز

#مكالمة_مهمة📞
سافرت في مهمة لمدة ثلاثة أيام.. وفور وصولي للدولة الأخرى اتصلت لأطمئن على زوجتي وابني، فأنا لم أتعود فراقهم.. ولم يتعودوا غيابي،، ثلاث سنوات هي عمر زواجي💞..
ولكن للأسف لم يرد على مكالماتي أحد!!
ومضت ثلاثة أيام وهاتفي لم يفارق يدي.. اتصل بدون مبالغة كل ربع ساعة أو نصف ساعة ولا أجد جوابًا !!

جُ@نّ جنوني واتصلت بأخي وأختي ليتفقدوا أحوال أسرتي الصغيرة.. فطمأنوني!! ولم أصدقهم..
واتصلت بأم زوجتي(عمتي) فطمأنتني.. وأخبرتها أنني أنتظر اتصالهم...☎
ولكن طال انتظاري ولم يتصل أحد!!!
مرت الأيام الثلاثة كثلاثة شهور طويلة.. وكنت في داخلي أفور من الغض2ب حينًا.. وحينا أتعجب وأحاول معرفة السبب!! 
وفي كثير من الأحيان يوس2وس لي الشي2طان بوس2اوس مرع2بة..
مرت الأيام.. ورجعت فيها إلى بلادي.. وما إن وطأت قدماي أرض الوطن حتى طرت إلى المنزل.. ومن شدة خوفي أخذت أطرق الباب بيدي حينًا وبالجرس أخرى..
حتى فتحت لي زوجتي الباب.. ولشدة المفا2جأة !! 
فقد كانت في كامل زينتها وأناقتها وأستقبلتني بكل حفاوة وبأبهى حلة !!
ومن ورائها طفلي وعيناه تتراقص فرحًا يركض لاحتض2اني !!
وأنا كالم2خدّر.. لا أعرف ما السبب!!!
وسرعان ما بدأ الغض2ب يحل محل الدهش2ة..

فسألت زوجتي عن سبب هذا التجاهل وقد كدت أقطع سفري.. وأسرع بالعودة فقد كانت الظنون تأخذني يمنة ويسرة..

فأجابت زوجتي بكل هدوء: هل اتصلت بوالدتك ؟.

أجبتها ولم أفهم شيئًا: لا أدري ربما؟... لا لا اتصلت بوالدتك لأطمئن عليكم..

قالت: -وقد أصابتني في المق2تل- " رأيت كيف كان شعور قلبك في هذه الأيام ؟ هو نفسه شعور والدتك.. حين تنسى الاتصال بها بالأيام.. ولا تسمع صوتها.. إلا حين تبادر هي بالاتصال بك.. بعد أن يلهبها الشوق.. ويجرفها الحنين وتأخذها الوس2اوس إن طال الغياب..

حاولت كثيرًا تنبيهك !! ولكن دون فائدة.. فلم أجد أفضل من هذه الطريقة لأوصل لك الرسالة يا زوجي العزيز.

طأطأت رأسي خجلًا من زوجتي الكبيرة عقلًا.. الصغيرة عمرًا.. وقد فهمت الدرس جيدًا.

وجدتها تناولني مفتاح سيارتي وتهمس في أذني:"جنّتك تنتظرك".

وانطلقت إلى حبيبتي الأولى "أمي❤"

بعد أن علمتني زوجتي الحكيمة درسًا لن أنساه مدى الحياة..

وأنا ممتن لها أن جعلتني أتدارك نفسي والأيام قبل أن لا ينفع الن2دم..

شكرًا لهذه الزوجة الحكيمة الذكية..

شكرًا لأمها التي ربتها فأحسنت تربيتها..

شكرًا لأمي التي أحسنت اختيارها لي..

وشكرًا وحمدًا لله تعالى الذي رحمني وأيقظني من غفلتي..

أمي وأمهاتكم.. جنتنا في الدنيا..

لا تنسوا وصلهم ولو بمكالمة كل يوم وهذا أقلّ القليل فقلوبهم تنتظرنا وتدعو لنا وتفكر فينا كل حين..

ورقة قلوبهم وحنانهم تمنعهم من الاتصال بنا كل حين خوفًا من إزعاجنا..

أشعر زوجتك.. وأشعري زوجكِ.. أنّ أمهاتكم هي كنز حياتكم وجنتكم حتى يعينوكم على برّهم..

ولا يصرفوكم عنهم..

أعينوا أزواجكم وزوجاتكم على برّ والديهم.. فهذا البرّ سيعود عليكم وسترونه في أبنائكم..

ودقائق معدودة في اليوم لن تفعل بك شيئًا..

أمي وأبي "جنتي" لكما كلّ محبتي