قصة لاحظ الاب تغير مزاجية ابنته
لاحظ الأب تغير مزاجية أبنته بالكامل خلال خطبتها، ساعة يراها سعيدة وساعة تكون حزينة حد البكاء، ساعة تجلس وحيدة دون أختلاط بهم أو الحديث إليهم كالمعتاد، عيناها أنطفأت إشراقتها بَهُتت حالها أستكان تمامًا، حتى دخل ذات ليلة عليها وهي تشهق من البكاء فلما سألها قالت:
-كلما حلّ الخلاف بيننا قال لي أنتِ سيئة ولا تصلحين لي كزوجة ثم في اليوم التالي يُحادثني وكأن شيئًا لم يكن !... يُهددني لطوال الوقت بتركي وها هو زواجنا بعد عدة أشهر قريبة.
حضر الخطيب في اليوم الثاني مساءً فلما دخل لم يُعرها أي أهمية بسبب مابينهم من خلاف، فتبدلت معالم وجهها وأحزنها تصرفه القاسي أمام والدها، طلب والدها أن تُحضر العصير وتأتي للجلوس، ثم قال بكل رصانة وهدوء ناظرًا بكل تركيز إلى الخطيب:
-في السادسة من عمر أبنتي عادت من المدرسة باكية لأن زميلة لها دفعتها أرضًا وضحك على شكلها الجميع دون أن يساعدها أحد، مسحت دموعها وذهبت في اليوم الثاني وقُمت بنقلها من تلك المدرسة كيلا تشعر بالحرج أو الضعف من جديد خاصةً أنه لم يُقدر ضعفها أحد ويأخذ بيدها بل ضحك الجميع.
ثم أردف قائلًا:
- حين دخولها الجامعة كنت أُنهي عملي وأذهب لانتظارها ريثما تنتهي لنعود سويةً ولا تتعرض لمكروه أو يتعرض لها أحد فأنا أخاف عليها كل الخوف وأُدللها
كل الدلال، أخشى أن تمر بها نسمة هواء باردة فتصاب بزكام، وكل ما أخشاه عليها أن يُصاب قلبها بأذى.
فقاطعه الخطيب وقد فهم مقصده، فأكمل والدها قائلًا:
- لم أُعزز أبنتي لطوال عُمرها ليأتي في النهاية رجل يُؤذي قلبها ويُذرف عينها بالدمع كل ليلة، ويكسر خاطرها ويُحرجها ويقسو عليها أمامي، هذا ونحن بالخطبة فماذا بعد الزواج ؟.
أبتلع خطيبها ريقه بصعوبة ولم تُسعفه الكلمات للرد أبدًا.
ثم نظر لأبنته التي توقعت مايقصده قائلًا:
- اخل0عي الدبلة فورًا.
رأى في عينيها نظرة أستعطاف ألا يفعل ذلك فقال بكل حزم:
- أعلم أنها المرة الأولى التي أُرغمك فيها على شيء لكن من لا يعرف قيمتك ويهددك بالرحيل لا يستحقك أبدًا.
أنهى كل شيء في هذه الجلسة وهو يعي تمامًا أن أبنته ستحزن لبعض الوقت لكن تبكي لبعض وقت خيرًا من أن تحزن عمرًا كاملًا مع رجل لا يُقدرها بل وربما يتركها وقتما يحلو له !.
"لا عز كعِز الأب ولا دلال بعد دلاله "